

فرنسا وبريطانيا تطلقان تحالفًا نوويًا غير مسبوق: أوروبا تعيد رسم خارطة أمنها بعيدًا عن واشنطن
في خطوة تعكس تحولات استراتيجية في المشهد الدولي، أعلنت فرنسا والمملكة المتحدة عن توقيع اتفاق شامل لتعزيز التعاون في مجال الردع النووي والتنسيق العسكري، في ظلو تنامي القلق الأوروبي من تراجع الدور الأمريكي في ضمان أمن القارة.
وجاء الاتفاق خلال زيارة دولة للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى بريطانيا، حيث تم الإعلان عن تنسيق الموارد النووية بين البلدين، مع احتفاظ كل طرف بسيادته الكاملة على قرارات استخدام السلاح النووي. إلا أن الرسالة كانت واضحة: "أي تهديد للمصالح الحيوية لباريس أو لندن قد يُقابل برد نووي مشترك"، في تحذير صريح وعلني لروسيا، في ظل استمرار الحرب في أوكرانيا.
ويُعد هذا التحالف غير المسبوق نواة أولى لبناء قدرة ردعية أوروبية مستقلة، لا تخضع بشكل كامل لحلف شمال الأطلسي (الناتو) أو للقرار السياسي في واشنطن، ما يعكس تنامي الدعوات داخل أوروبا لتحقيق "الاستقلال الاستراتيجي" عن الولايات المتحدة.
كما أعلنت باريس ولندن عن تسريع تطوير صواريخ "سكالب/ستورم شادو" وأنظمة ملاحة متقدمة، بهدف حماية البنى التحتية الحيوية من التهديدات السيبرانية، مستفيدة من الدروس المستخلصة من الحرب الأوكرانية.
واتفق الجانبان كذلك على تشكيل قوة عسكرية مشتركة قوامها نحو 40 ألف جندي، ضمن مبادرة أوروبية تحت مسمى "تحالف الراغبين"، لدعم أوكرانيا وضمان تنفيذ أي اتفاق مستقبلي لوقف إطلاق النار.
وفي موازاة التنسيق الأمني، بحثت لندن وباريس قضية الهجرة غير النظامية، وسط انتقادات بريطانية لعدم فاعلية الجهود الفرنسية في كبح تدفق المهاجرين عبر بحر المانش، رغم الدعم المالي البريطاني الذي تجاوز 750 مليون يورو منذ عام 2018.
